القسم الثالث
يهوذا المكّابيُّ
ف 8- 5
ها نحن ننتقل في هذا القسم الثالث إلى مرحلة جديدة تتميز ببروز شخص يهوذا المكّابيى. لقد إنتهت مرحلة الإستشهاد وبدأت مرحلة المقاومة. كان الكتاب (5: 27) قد لمَّح إلى أن يهوذا المسمَّى المكّابي إبتعد عن المدينة وعاش في المغاور، لا يأكل إلا الأعشاب لئلا يتنجس. وها هو يُظهر الإنسان: إنه الرجل الذي اختاره الله ليبدِّل حال الشعب اليهودي.
ما يهم الكاتب الملهم هو أن يشدد على أسباب الحرب الدينية، على الصلاة التي تسند المقاتلين، على المديح الذي يُرفع إلى الله، صاحب الإنتصار. ما الذي دفع يهوذا إلى الحرب؟ الهيكل تنجس، فلا بد من تطهيره. الشعب الهودي مهدَّد بالفناء، فلا بد من إنقاذه.
أسباب الحرب دينية، والمعارك تبدو عملاً مقدسًا. فيهوذا يتصرف مثل جدعون (قض 7: 4 ي) فيعيد الى بيوتهم كل الخائفين والمضطربين أمام جيش متفوق بالعدّة والعدد. قال يهوذا: هؤلاء يتكلون على أسلحتهم وجرأتهم، أما نحن فنتكل على الله القدير.
إذن سيكون حديثنا في هذا القسم على يهوذا المكَّابي وحروبه في أيام أنطيوخس الرابع أبيفانيوس (175- 164) وفي أيام أنطيوخس الخامس أوباطور (164- 161) وفي أيام ديمتريوس الأول (161-150). ستتداخل أمور، متنها تطهير الهيكل وتنظيم عيد التدشين، تدخل الرومان، دسائس الكيمس. ولكن يبقى يهوذا الشخص الذي يجمع بين عناصر هذا القسم الثالث. وينتهي الكتاب بإنتصاره على نكانور، القائد الذي أرسله ديمتريوس الأول